والمؤسف جداً
ان جميع الدول العربية، تطالب اسرائيل بالخروج من الجولان
20000826
شعوب ودول الارض قاطبة، وفي مقدمتها الدول العربية، تعرف جيداً ان سوريا
تحتلّ لبنان، احتلالاً اخطبوطياً مخططاً له منذ عهد الاستقلال.. وهذا
الاحتلال العربي المسلم )الاخوي( القهّار، لا يمكن الفكاك منه، الاّ بأمر
من الدولة الاجنبية العظمى، التي اباحت لها احتلاله، ومن ثم اطلقت يدها في
كافة شوؤنه الداخلية والخارجية، بعد غزو العراق للكويت، وذلك كي يتسنى
لسورية العربية المخلصة.. ان تضع جيشها وعلمها تحت راية تلك الدول الاجنبية
العظمى، ابان سحقها العراق والعراقيين، وانقاذ الكويت من الذلّو
الهوان..
المؤسف ان سوريا تطالب اسرائيل، منذ عهد قريب فقط، بانهاء احتلالها
للجولان، وهي جزء بسيط من مساحة سوريا.. بعدما اصبحت الجولان خلال هذه
الفترة بالذات، عزيزة جداً على قلب سوريا.. في حين كانت منبوذة منسية خلال
ثلاثين سنة مضت.. ولكن سوريا لا تجيز لنفسها انهاء احتلالها اللبنان.. كيف
تنهي احتلالها له، بعدما دمرّت قوة ابنائة المسيحيين المخلصيين، وراحت تنعم
بخيراته دون عناء؟
والمؤسف جداً ان جميع الدول العربية، تطالب اسرائيل بالخروج من الجولان،
وهذا حقها.. لان سوريا دولة عربية، يجب مساندتها في محنتها.. ولكن غاب عن
هذه الدول، ان لبنان بحكم )الشريعة( العربية، هو دولة عربية أيضاً، يجب
مساندته في محنته.. لذا وللأسف الشديد، لم نسمع حتى الأن، بدولة عربية
واحدة، طالبت سوريا بالانسحاب من لبنان. وهذا يؤكد لنا لتضامن العربي على
ابقاء لبنان تحت السيطرة السورية التي ترعب جميع الانظمة العربية، وليس
لبنان فقط.. وفي زعم العرب ان احتلال اسرائيل لجزء من الوطن السوري، هو
جريمة لا تغتفر.. اما احتلال سوريا للوطن اللبناني كله، فمسألة فيها نظر!
هنيئاً للكويت ببترولها، فلولاه لما استلت الدول العربية سيوفها، وفي
مقدمتها سوريا، لطرد )الاشقاء( العراقيين منها...
كيف تخرج سوريا من لبنان، ومصالحها كلها فيه؟ ففي الانتخابات النيابية
اللبنانية عام 1992، استطاعت سوريا تثبت اقدامها في لبنان.. وفي انتخابت
العام 1996، استطاعت ان تكبل لبنان، بقيود عشرات المعاهدات الاقتصادية
والسياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية.. اما في انتخابت هذا العام،
فسوف يعمد معظم النواب اللبنانيين )الشرفاء( الى المناداة بالوحدة.. عضوا
)بالانصهار( بسوريا.. تعبيراً عن شكرهم وامتنانهم لها .. لانهم منذ
الاحتلال السوري للبنان، حتى الآن.. ماكانوا يحلمون بشفر منصب )حاجب( في
احدى دوائر الدولة اللبنانية، الاّ ان سوريا )الشقيقة( ستجيئ بهم الى مقاعد
السلطة التشريعية، تماماً كما جاءت بغيرهم قبلاً.. ان مصيبة لبنان ببعض
ابنائه الخونة، الذين اعتادوا على تقبيل اقدام
المسؤولين السوريين، من اجل ضمان مستقبلهم الوطني.. هي كمصيبة رجل مغفّل،
ادرك فجأة ان زوجته قد ولدت ابن حرام.
التنظيم الآرامي الديمقراطي
المكتب السياسي