عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

بقلم: نينوس صوما اسعد
سويد ستوكهولم
  


لدوافع النفسية الدفينة، في الدفاع عن الهوية الآشورية الحديثة

"الجزء الاول"

 بعد نقاشات طويلة وأحيانا حادة مع بعض الإخوة السريان من الطائفة السريانية الذين تبنوا الهوية الاشورية القومية والسياسية، في محاولة لإقناعهم بالعودة للإنضمام الى العائلة السريانية، الذين رغم قلتهم إلا أنهم فتحوا جروحاً في قلوب الكثير من أبنائها بخروجهم منها بإرادتهم وبمعرفة او دون معرفة، فقد توصلنا بعد زمن الى تفهم أكثر لهذا الموضوع الهام، واستوعبنا أبعاده المختلفة وخاصة في ما يتعلق بتمسكهم غير المنطقي وغير المبَرَّر بالفكر الاشوري.

 

منذ ثمانينيات القرن المنصرم حاول بعض علماء السريان الكتابة في هذا الموضوع بهدف إظهار الحقائق المتعلقة بالهوية والتاريخ والقومية السريانية، فنجحوا في كتاباتهم في إظهار الهوية السريانية الصحيحة معتمدين على مصادرنا السريانية وأبحاث العلماء الغربيين، فتوضحت صورة القومية السريانية المبنية على الحقائق والتاريخ والتقاليد المتوارثة. ونتيجة لهذا انكشفت ضحالة وهشاشة الحركات الاشورية التي كانت تفسر التاريخ السرياني كما يحلو لها، وتحاول إقناع الناس بمزاعمها الباطلة بأن السريان هم فقط كنيسة وأنهم يتحدرون من الاشوريين.

وقد فشلت هذه الحركات في تسويق افكارها بعدئذ لأنها اعتمدت على العاطفة والحماس القومي في مزاعمها وليس على العلم والتاريخ الثابت والموثق لشعبنا.

ولقد أثبت علماء السريان أن السريان يتحدرون من الآراميين، وليس من الاشوريين كما كان مفكروا الحركات الاشورية وروادها سابقاً واليوم يدّعون دون تقديم إثباتات ليقنعوا المتعلمين.

نعم لقد سقطت مقولاتهم وأفكارهم وشعاراتهم البراقة على أيدي علمائنا الذين بينوا خطأها، وعملوا على تصحيحها وتصحيح جميع المفاهيم والطروحات التي اعتمدتها واستندت اليها، لتصويب دفة مسيرة البناء القومي للشعب السرياني.

 

ورغم الجهد المبذول من الشباب السرياني المثقف في كشف الغموض حول تاريخنا، وتوضيح الالتباسات التي حصلت فيه، ووضع المصادر السريانية التاريخية، والإثباتات العلمية الصحيحة المدونة عند الشعوب الاخرى، بين آيادي القارئ الكريم، ليتطلع عليها ويتعلم منها، ولتكون إرتكازة جيدة ليبني عليها هويته القومية، لكن الكثير من شبابنا الاشوري المتحمس، لا زال يدافع وبشدة عن آرائه السياسية العاطفية، ضاربا الحقائق التاريخية والأبحاث الأكاديمية وكل مصادرنا التاريخية بعرض الحائط، وبقي غير مقتنعا، ومصرا على موقفه السياسي، رافضا تصحيح فكره القومي، وظل مدافعا عنيدا عن هويته الاشورية الجديدة .

لكن لماذا لا يقتنع المثقف الاشوري بنتائج العلوم والدراسات الجامعية الحديثة، وما الذي يدفعه ليرفضها ؟

 أهي غير صحيحة ؟

أم إنها لا تلبي تطلعاته القومية والسياسية؟

ام انه لا يريد ان يرى الحقيقة كما هي، لأنها عرته واسقطت مفاهيمه التي ارتكز عليها في التشبث بهويته السياسية الجديدة، ولهذا يحاول جاهدا ان يغطي اشعة الشمس الساطعة بغربال مثقوب ؟

 

في هذه المقالة التحليلية للحالة الاشورية، سأتطرق للأسباب النفسية والإجتماعية التي كانت المحرك الأساسي التي جعلت بعض السريان يتقمصون الشخصية الاشورية وأن يقوموا بالدفاع المستميت عن الفكر الاشوري.

وشكرا .

تحية ومحبة للجميع

الجزء الثاني

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها