سمعان زكريا:
بافاروتي السريان
صوت من أعظم الأصوات التي انجبتها الامة
السريانية
بافاروتي السريان سمعان زكريا
في ذمة الخلود،
وبينما انا واخوتي عنده اثناء زيارته البارحة
في مشفى "ياكوبسباري" احدى ضواحي ستوكهولم مع
عائلته واهله واصدقائه، كما كنّا
نفعل يومياً في الايام الاخيرة، انطفأ سراج
حياته المتوهج ليفارق هذه الحياة. فخيم ظلامٌ
مخيفٌ وصمتٌ رهيبٌ في جنبات المشفى واروقتها
الطويلة التي تحولت الى مرتع للاشباح المرعبة،
بعد ان سكتت حنجرته الذهبية وانقطعت اوتار
قيثارته النارية، مغادراً بروحه هذه الحياة
بما فيها من أهل وأحبة وأصدقاء، فعبر جسر
الحياة منتقلاً الى الجهة الاخرى ليجتمع هناك
باجداده الرهاويين الذين كانوا بانتظاره بشوق
للقاء به. وكان ذلك في 2019/03/19.
لن ولن ارثيه بكلمات وبكاء لأن صدى صوته لا
زال حياً يصدح في اسماعنا وحواسنا وسيبقى
كذلك، وصورته حية في عيوننا ومخيلتنا ولن
ننساها. وبسبب افضاله وخدماته فهو حي في وجدان
السريان
مادم هناك سريان في العالم.
الجزء الاول
الصوت الرهاوي الاصيل المغني والشماس سمعان
زكريا:
يتحدر المرحوم سمعان زكريا من مدينة الرها حيث
طرِد شعبها السرياني عام 1924 وغدت اليوم
جزءاً من دولة تركيا الحديثة. فحمل في قلبه
تراثها السرياني الغنائي وقدمه االسريان لغاية
المحطة الاخيرة من حياته.
كانت الرها في تاريخها القديم مملكة آرامية
سريانية تفتخر بملوكها السريان العظماء "أريو"
و"ابجر" و"معنو" (حكمها حوالي عشرة ملوك باسم
ابجر وعشرة ملوك باسم معنو). كما كانت مدينة
الادباء والشعراء والموسيقيين الآراميين
السريان مثل برديصان وافرام السرياني ورابولا
الرهاوي ويعقوب السروجي ويعقوب الرهاوي وغيرهم
من عظماء المثقفين ورجال الفكر السرياني. كما
انجبت لنا في القرن العشرين صوتاً رهاوياً
اصيلاً ولكن هذه المرّة ولدته في حلب المدينة
التاريخية العظيمة والمشهود لها بالموسيقى
والاصوات الجميلة والكبيرة، وكان هذا الصوت
عطية من الله الى الشعب السرياني ﺑﻜﻞ
طوائفه، انه الفنان والمطرب الكبير والشماس
القدير سمعان زكريا.
ولد سمعان زكريا في حلب عام 1937 وترعرع فيها
من اسرة تملك الحس الموسيقي ومحبة الغناء،
فوالده باسيل كان عازف طبلة ﻓﻲ ﺣﻠﺐ
وكان يتقن الغناء التركي، اما والدته زكية
فكانت تملك صوت عذباً ولكنها لم تغني خارج
دائرة بيتها، فلا عجب ان يملك الفتى سمعان
صوتاً صداحاً اذهل رواد الكنيسة عندما صعد الى
الهيكل ليخدمه وهو صغير السن، وفي غنائه عندما
رافق والده في حفلاته آنذاك بوصلات موسيقية
تركية صغيرة الى ان بلغ الثانية عشرة من عمره
ليصبح مطرباً يغني ﻭﻳﻘﻴﻢ
الحفلات وحده، وشماساً مداوماً على خدمة مذبح
الرب الى أن بلغ الخامسة عشرة من عمره ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
1952 فرسمه مطران حلب المتنيّح جرجس بهنام
شماساً بدرجة "قورويو" (قارىء).
تتلمذ سمعان زكريا الشماس وتعلّم على ايدي
كبار الكهنة والشمامسة الرهاويين آنذاك ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ
ﻟﻬﻢ
ﺑﺄﺻﻮﺍﺗﻬﻢ
ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ
ﻭﺑﺈﺗﻘﺎﻧﻬﻢ
الالحان الكنسية السريانية ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺮﻫﺎﻭﻳﺔ
امثال: المرحوم القس حبيب توكمجي، المرحوم
القس اداي توما، المرحوم الشماس حنا طحان،
المرحوم الشماس ابراهيم توكمجي، المرحوم
الشماس يوسف كوسا، المرحوم الشماس عبدالغني
شماس.
وتعلم على ايديهم التضرعات (التخشفتات) الصعبة
الآداء وألحان صلوات القداديس، والكثير من
التراتيل بالسريانية والتركية وطرق آدائها
وخاصة من الكاهن حبيب توكمجي وتسجيلاته حيث
كان متأثراً باسلوبه الرهاوي الصرف. كما أنه
تعلم بعضاً من الحان كتاب "بيث كازو دقينوثو"
(كتاب مخزن الالحان الكنسية) خاصة من تسجيلات
المتنيح البطريرك اغناطيوس يعقوب الثالث.
أنتقل الشاب ﺳﻤﻌﺎﻥ زكريا ﺍﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ واستقر في
بيروت عام 1959 ومارس نشاطه الموسيقي الكنسي
واصبح معروفاً بصوته المقتدر لدى العائلات
الرهاوية، فكان يقيم حفلاتهم وسهراتهم باللغات
السريانية والتركية والعربية.
وﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ
ﻋﺎﻡ 1972 اجتمع بعض الشباب السريان الناشطين
من مختلف الطوائف السريانية ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ بقيادة
الموسيقار اﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
نوري اسكندر (المقيم الان في السويد، أطال
الله بعمره)، والشاعر ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ احو الخوري
(المقيم في الان في كندا، اطال الله بعمره)،
والحلبي المختص بموسيقى الموشحات ورقصات
السماح
المرحوم الاستاذ
ﺑﻬﺠﺖ
ﺣﺴﺎﻥ، والمايسترو
والملحن المرحوم رفيق
حبيقة مع
اوركسترا الاذاعة والتلفزيون بقيادته، وضيف
الشرف كبير لبنان العظيم المرحوم وديع
الصافي، وسمعان
زكريا ﺍﻟﻤﻄﺮﺏ
صاحب الصوت الرهاوي الاصيل،
والشماس القدير وصاحب الصوت العظيم المرحوم
يوسف افرام،
وربير بهنام وفرقته الملقب ب توم جونز لبنان آنذاك، مع سامية خوري السريانية المارونية صاحبة الصوت
القوي والدافئ، وشميرام سلمون المؤدية للاغاني
التراثية السريانية باللهجة الشرقية.
ليقيموا اكبر
مهرجان موسيقي ﻓﻲ تاريخ السريان، وذلك ﻋﻠﻰﻣﺴﺮﺡ
قصر ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ
في ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺎﻣﻲ 1973 ﻭ1974. فبرز وبقوة كبيرة
المطرب سمعان زكريا باﺩﺍئه الرائع للاﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺘﻴﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ،
ومواﻭيله السريانية والعربية التي اصبحت
لاحقاً مدرسة ﻳﻨﻬﻞ
ﻣﻨﻬﺎ معظم المطربين ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ،
ولمقدرته الهائلة في آدائه للموشحات الاندلسية
ﻟﻴﺼﺒﺢ حديث الساعة وتحت اضواء الصحافة
السريانية واللبنانية آنذاك.
ولأول مرة
يغنّى بالتلفزيون
اللبناني باللغة السريانية كان عام 1973 قبل
عرض مهرجان اليونسكو في برنامج للراحل
رياض شرارة حيث
غنّى المطرب سمعان زكريا بالسريانية ﻭﺍﺫﻫﻞ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﻳﻦ
ﻭﺍﻣﺘﻌﻬﻢ
ﺑﻐﻨﺎﺋﻪ ﻭﺑﺼﻮﺗﻪ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ.
فقرر حينها البطريرك يعقوب الثالث ان يرقي
سمعان زكريا الشماس الى رتبة افدياقون ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ
ﺍﻟﻜﻨسية ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ
ﻭﻟﺤﺮﺻﻪ
ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ
ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ
ﺧﺪﻣﺔ
ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ
ﻭﻟﻤﻘﺪﺭﺗﻪ
ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ
ﻭاتقانه ﺍﻻﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ، فأقيمت مراسيم احتفال
ﺭﺳﺎﻣﺘﻪ سنة 1974 في بيروت ليترقى الشماس سمعان
زكريا الى رتبة افدياقون. وقد عُرِض عليه مرات
وبفترات متفاوتة في لبنان والسويد أن يُرسَم
شماساً انجيلياً لكنه كان يرفض هذه الرتبة
ويقول انني لا استحقها.
وتتالت
حفلات ﺍﻟﻤﻄﺮﺏ
ﺯﻛﺮﻳﺎ
ﺑﻌﺪ
ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ
في النوادي والمؤسسات السريانية في القاﻋﺎﺕ
الكبرى والفنادق ﺍﻟﻔﺎﺭﻫﺔ اللبنانبة ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻄﺮﺏ
ﺍﻻﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ،
وكما اصبح الشماس الاول في ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ
الذي يدير بمعرفة مذهلة الحان القداديس في
الكنيسة السريانية، لهذا لقب لاحقاً بمهندس
ألحان القداديس الاول في العالم السرياني.
بعد تسجيلاته ﻓﻲ مهرجان قصر ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ
واسطواناته لاغانيه السريانية الخاصة سجل في
حلب ﻣﻦ
أﻟﺤﺎﻧﻪ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
(المرحو) ﻧﻌﻤﺎﻥ ﺣﻴﺪﺍﺭﻱ
في ﺳﻨﺔ 1976 ﻛﺎﺳﻴﺖ
ﻳﺤﺘﻮﻱ
ﻋﻠﻰ مجموعة ﺍﻏﺎﻧﻲ ﺳﺮﻳﺎﻧﻴﺔ
ﻟﻢ
ﺗﻨﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ.
دعي ﺍﻟﺸﻤﺎﺱ ﺯﻛﺮﻳﺎ
الى تسجيلات قداديس ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ
ﻭﺫﻟﻚ
ﻟﺼﻮﺗﻪ
ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻦ
ﻭﻟﻤﻬﺎﺭﺗﻪ في ﺍﻻﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ وكان اهم ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻼﺕ:
1-
قداس مع القس (المرحوم) كبرييل القس آحو
القادم من مدينة القامشلي في زيارة الى لبنان
عام 1977 ومع الشمامسة يوسف افرام وصبري
مسعود.
2-
قداس خاص جدا مسجل للإذاعة اللبنانية سنة 1982
اقامه المطران (المرحوم) افرام بولس مع
الكهنة: القس الموسيقار بول ميخاييل
والقس يعقوب توما
والشماس صبري مسعود.
3-
قداس ﺳﻨﺔ 1982 في ﺣﻠﺐ
مع القس شكري توما مع الشمامسة يعقوب طحان
وابراهيم بربر.
4-
قداس سنة 1983 ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ مع
القس شكري توما ومع الشمامسة يوسف افرام،
صبري مسعود وباسيل زكريا (الان الخوري باسيل
زكريا وهو مقيم في السويد).
5-
عشرات القداديس في مختلف الكنائس السريانية
بالسويد كانت تسجل خلال إقامة القداديس خاصة
في كنسية القديس بطرس في ستوكهولم.
6-
قداس في سنة 2002 مع القس كبرييل القس متى
اثناء زياته الى القامشلي ويرافقه المطرب
المرحوم جان كارات والشماس جان حبو.
- دعاه ﺍﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻙ
(المرحوم) ﺯﺍﻛﺎﻱ ﺍﻻﻭﻝ ﺳﻨﺔ 1982 ﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺘﻪ
ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ
ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺍﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﻣﺖ
ﺷﻬﺮﺍ
ﻛﺎﻣﻼ، ﻭﻗﺪ
ﺍﺛﻨﻰ على ﺍﻟﺸﻤﺎﺱ ﺯﻛﺮﻳﺎ
ﺑﻌﺪ
ﻋﻮدﺗﻬﻢ
ﺍﻟﻰ دمشق ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻟﻘﺪ
ﺭﻓﻌﺖ
ﺭﺃﺳﻲ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ.
- قدم سمعان زكريا المطرب وﺍﻟﺸﻤﺎﺱ ﺍﻟﻰ
السويد سنة 1985 واستقر في ستوكهولم مع عائلته
زوجته صباح زكريا واولاده الثلاث (تيودور،
بيير، وباسكال)، واستمر في مشاركاته بالحفلات
التي كانت تقيمها الكنائس والنوادي السريانية
في مختلف مدن السويد، وفي خدمة مذبح الرب حيث
شكّل ثنائياً رهاوياً فريداً ورائعاً استمر
لمدة خمسة وثلاثون سنة مع الخوري منير بربر
كاهن كنيستنا السريانية في ستوكهولم المشهود
له بالصوت الحسن والآداء الجيد وباتقانه
الالحان الكنسية وخاصة الرهاوية منها. وكان
المصلين يتهافتون للكنيسة لاجل سماعهما.
- بعد سنة من قدومه الى السويد اي في 1986
تم تسجيل كاسيت من الحان الموﺳﻴﻘﺎر (الكاهن
لاحقاً) الاب جورج شاشان ومن كلمات الشاعر
المخضرم جورج شمعون، وكان المشروع من انتاج
النادي السرياني في منطقة نورشبوري ستوكهولم
وكانت اغلب كلمات الاغاني محفزة لحب الوطن
والارض واللغة والكنيسة ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ.
- قام سمعان زكريا بتلحين العديد من الاغاني
التي غناها لاحقاً في كاسيت انتجه على حسابه
الخاص وحوى نصوص لشعراء عدة.
- قام بتلحين عدة نصوص كنسية باسلوب يحوي
الروح الرهاوية الاصيلة وكان اشهرها الصلاة
الربانية (آبون دبشمايو)، والتي تنشد في كل
كنائس السريان في العالم اليوم.
-
نشر كاسيت صلوات متفرقة باللغة السريانية في
ستوكهولم.
- نشر سي دي تضرعات بالسريانية (تخشفتات)
معظمها بالاسلوب الرهاوي في ستوكهولم.
- نشر سي دي
صلوات باللغة التركية (ستوكهولم).
لكن اهم ما نشره كانت إنتاجات كنسية توثيقية
وتعليمية بطريقة السمع بين 2012 و 2014
سننشرعنها باستفاضة في الجزء الثاني والاخير
عن حياة واعمال بافاروتي السريان سمعان زكريا.
ولنا لقاء في الجزء الثاني من هذه المقالة
الجزء الثاني
كم
كنتَ منطرباً ومسلطناً يارب بالالحان
الرهاوية، وكم كان مزاجك رائقاً عندما خلقتَ
لنا الشماس سمعان زكريا واعطيته وزنة الصوت
الجميل ليتاجر بها
ويمجد اسمك من خلالها.
بالتأكيد يارب كنتَ تسمع اناشيد وألحان
عباقرتنا السريان افرام النصيبيني ورابولا
القنشريني ويعقوب السروجي وشمعون الفخاري
ويعقوب الرهاوي وغيرهم وهم يمجدون اسمك المقدس
باشعارهم والحانهم، عندما خلقتَ للامة
السريانية الآرامية الشماس سمعان زكريا ووهبتَ
له هذا الصوت الموسيقي الرهاوي الاصيل والعظيم
حتى تكتمل الجوقة الرهاوية كلها، لينشدوا
جميعاً بقصائدهم والحانهم واصواتهم كقيثارة
سماوية وبروعة نادرة، ممجدين اسمك القدوس،
فيسحروا آذان المؤمنين السامعين ويخلبوا
قلوبهم فيسارعوا الخطى الى بيتك لينهلوا من
شذى الجو العابق بالروحانية العذبة زوادة
لطريق الحياة.
يارب، ان ابنك سمعان كان يخدم بيتك منذ صغره
مستمراً حتى الرمق الاخير من حياته، لأنه كان
مؤمناً حقيقياً وتاجراً ناجحاً بوزناتك التي
وهبته إياها. فاشمله برحماتك الواسعة واجعله
مع هؤلاء القديسين والمرنمين الذين مجدوا اسمك
بقصائدهم والحانهم واصواتهم. وخلّد صوته
الرهاوي الاصيل من خلال تسجيلاته ليبقى مسبحاً
باسمك ابد الدهر. ان كنيستك يارب كانت تعني له
كل شيء، لهذا كان مواظباً على حضورها وخدمتها
حتى في احلك ظروفه ومرضه، وحتى عندما كان يقيم
الحفلات والسهرات وهو في اوج صحته يعود منها
صباحاً فيذهب مباشرة الى الكنيسة لخدمة
الهيكل.
سمعان
زكريا صوت كنسي اصيل:
يقول أحد الآباء القدماء "نحن البشر نرتل
لنصلي ولا نصلي لنرتل".
وقال آخر "الإنشاد الكنسي هو صلاة، والصلاة هي
حوار مع الله. فكيف سنحاوره بكبرياء
واستهانة".
إن الترتيل ليس فناً ولا استعراضاً أو غناءً
إنما هو إيمان، لأنه يجعلنا بعلاقة وطيدة
وصحيحة مع الله. فالترتيل هو صلاة والصلاة هي
تواصل وحوار مع الله، فعلينا أن نرتل بتقوى
وحكمة وخشوع وندامة ودموع وتكون محبة الله
غامرة قلوبنا.
لن اصف جماليات ولا مقدرات ومساحات صوت الشماس
القدير سمعان زكريا، فقد قيل عنه الكثير ولقب
بالقاب عديدة كان اهمها: بلبل السريان.
بافاروتي السريان. مهندس الحان الهيكل. ملك
الموال بدون منازع.
لكن علي أن اعترف بالقول أن كل المغنيين
السريان يقولون بأنهم شمامسة ومن الكنيسة
اكتشِفَت اصواتهم الجميلة، ويصعدون الى الهيكل
لاجل خدمته عندما تسنح لهم الفرص وهذا امر جيد
يشكروا عليه. لكن وكلما حضرتُ قداساً اشترك
فيه احدهم، او سمعتُ قداساً مسجلاً اشترك
بعضهم في تسجيله، لم يقنعوني مطلقاً بأنهم
يصلون ويتقربون الى الرب باصواتهم واناشيدهم،
لأنهم بإختصار يغنون ولا يصلون. وهناك فرق
كبير بين الغناء والصلاة. إلا أن سمعان زكريا
المطرب عندما كان يصعد المسرح ويغني في
الحفلات والسهرات، فكأنه كان يصلي فيها ولا
يغني. فلنتصور معاً إذاً كيف كان يصلي في
الهيكل وينشد، لانه بالفعل كان يرتل ليصلي ولا
يصلي ليرتل.
أعمال
سمعان زكريا الموسيقية الكنسية المنشورة:
قولو من ستوكهولم رقم 1
"قولو مِن ستوكهولم / صوت من ستوكهولم" هو عمل
موسيقي كنسي توثيقي لبعض الالحان الكنسية،
وتعليمي بطريقة السمع ليتسنى للمهتمين
والراغبين في تعلم بعض الالحان الكنسية. وكان
عملاً كبيراً
وضخماً أخذ وقتاً طويلاً ﻹنجازه تجاوز
السنتين، وحوى حوالي 80 لحناً كنسياً قارب طول
زمنها ثلاث ساعات ونصف، فسجلت بطريقة مضغوطة
ليتم استيعابها ب سي دي واحدة. وتم نشر هذا
العمل في بداية 2013 في ستوكهولم في السويد.
وكان قد ولد هذا المشروع نتيجة تعاون حقيقي
بيني وبين الشماس القدير سمعان،
ودارت نقاشات طويلة مع جدالات احياناً حول
هدفه، فتوصلنا معاً الى صيغة من الاهداف كانت:
1- تعليم النغمات الكنسية من خلال تسجيل قطعة
واحدة من القداس الإلهي وانشادها بالالحان
الثمانية.
2- تعليم بعض المقامات الشرقية المتداولة في
الكنيسة، من خلال آداء قطعة واحدة من القداس
بمقامات مختلفة.
3- تعليم كيفية انشاد بعض نصوص القداس الالهي
بألحان مختلفة.
4 - توثيق بعض الاناشيد الكنسية القديمة
والجديدة التي يتقنها.
5- توثيق بعض الاناشيد التي لحّنها للكنيسة.
6- توثيق صوت الشماس زكريا كظاهرة صوتية فريدة
بين السريان.
7- توزيع ال سي دي مجاناً على الكهنة
والشمامسة والموسيقيين والمهتمين لأجل
الاستفادة، وكان قد تم هذا ووزعها الشماس
زكريا على نفقته الخاصة.
محتويات
ال
CD
1- "فولوس شليحو" الألحان الثمانية.
2- "قدُم مريو مرحمونو" (قوروبو آلوهويو) من
القداس الإلهي الألحان الثمانية.
3- "كاد قويمو مريم بصلوثو" الالحان الثمانية.
4- "قاديشات آلوهو" ليوم السبت الألحان
الثمانية.
5- "قاديشات آلوهو" لصباح يوم الأحد الألحان
الثمانية.
6- "قاديشات آلوهو" خاصة بالمسامحة وهي لحن
واحد، تنشد في أول يوم من الصوم الاربعيني.
ثم "قاديشات
آلوهو" خاصة للموتى والشهداء والقديسين وهي
ايضاً لحن واحد. وهذان اللحنان خاصان بألحان
الرهاويين.
7- "مَودينان لوخ موريو آلوهان" نص من نهاية
القداس الإلهي تم تسجيلها ب 14 مقام شرقي مثل:
بيات، حجاز، نكريز، راست، صبا، نهوند، وهزام
والخ.
وسجلت بهذه
التعددية اللحنية ليتعلم المهتمين من الرهبان
والكهنة والشمامسة والمؤمنين المقامات
الشرقية، وليستطيعوا ان يميزوا بين ألحان هذه
المقامات وتسمياتها، وبين المقامات الموسيقية
والنغمات الكنسية.
8- "آبو أحيد"، قانون الإيمان، أكثر من مرة
بألحان مختلفة.
9- "توبدين دقاديشه"، تذكار القديسين، ثلاثة
مرات بألحان مختلفة.
10- قطع متعددة من القداس اﻹلهي الخاصة
بالشمامسة بألحان مختلفة.
11- صلاة سرياني/عربي "كوهنو ميَقرو""هاو
دنورونه" مع أنشودة "ألله أسسها".
12- قطعة حوارية بين كاهن وشماس من نهاية
القداس اﻹلهي، وهي بصوت الاب المرحوم صليبا
صومي من مدينة القامشلي والشماس سمعان زكريا.
قولو من ستوكهولم رقم 2
هو مشروع موسيقي كبير ايضاً تجاوزت مدته
الساعتين، ونشر مرة اخرى على نفقة الشماس
زكريا سنة 2014 و2015. وكان الهدف منه توثيق
قسم آخر من الالحان التي لحنها للكنسية الشماس
زكريا، وكذلك توثيق التراتيل التي يتقنها في
اللغات السريانية والعربية والتركية التي بلغت
مجموعها اكثر من اربعين ترتيلة ومقطوعة من
القداس الالهي. وكان منها لحنان مختلفان
للصلاة الربانية "آبون دبشمايو" من تلحين
الشماس زكريا لكنهما لم يأخذا نصيبهما من
الانتشار في الكنائس السريانية.
لمحة عن سمعان زكريا موسيقياً
- كان المرحوم سمعان زكريا يتقن جزءا لابأس به
من المقامات الشرقية بشكل جيد ويعلم كيفية
الإنتقالات المناسبة ضمنها. لهذا كان من السهل
عليه أن ينتقل من مقام موسيقي الى مقام آخر،
او من نغمة كنسية الى اخرى، في الهيكل، بمعرفة
فائقة وسهولة وسلاسة يصعب وصفها، ولم يكن
يجاريه في العالم السرياني في هذا الامر احداً
من الكهنة والشمامسة.
- ادخل زكريا بعض المقامات الشرقية الى
الكنيسة مثل مقام النكريز، ومقام الكرد بنكهة
الهزام التركي، وكان يؤديهما بطريقة سريانية
كنسية بحتة، وله تسجيل بعض مقاطع القداس بهذين
المقامين وغيرهما.
- كان يؤدي مقام بيات حسيني ويقفله على الراست
بشكل رائع جداً لم اسمعه إلا من الاب المرحوم
صليبا صومي والخوري منير بربر امد الله بعمره.
- كان يؤدي نوع من مقام الحجاز بنكهة تختلف عن
الكل حيث كان يبتدأ عالياً بمقام بيات حسيني
ويقفله على الحجاز، وهذه طريقة نادرة تنم عن
المعرفة والتحكم بالمقامات.
- كان افضل من يؤدي مقام السيكاه النادر على
اصوله في الكنيسة وخارجها. فهناك خلط عند
الكثيرين حتى عند بعض الموسيقيين بين مقام
السيكاه ومقام الهزام، ومعظم الشمامسة في
الكنسية ينشدون الهزام في القداديس ويقولون
عنه خطاً مقام السيكاه.
- كان ايضاً
يؤدي مقامات
الراست والنهوند والبيات والصبا وغيرها بطريقة
نادرة جداً خاصة به، وبشكل مغاير لجميع
الشمامسة السابقين والموجودين، وهي طريقة
لصيقة بالكنسية وبهويتها الموسيقية السريانية
وقريبة من الطريقة الرهاوية.
- عندما كان يؤدي نغمات الكنيسة الثمان التي
تتكون النغمة الواحدة منها من نصف مقام فقط
(نصف سلم موسيقي)، كان يتقيد بإنشادها كما هي
بنصف مقام لكن من طبقة عالية بسبب مقدرات صوته
الهائلة. لكنه عندما كان يؤدي المقامات
الشرقية كان ينطلق بها ويؤديها كاملة مع كل
مجمِّلاتها لكن بطريقته الكنسية المعهودة.
- شكّل زكريا اسلوباً كنسياً خاصاً به في
آداء النغمات الكنسية والمقامات الشرقية التي
طوّع قسم منها وجعلها بخبرته كنسية هي الاخرى.
واصبح اسلوبه هذا مثالاً حياً وجيداً يحتذى
به، فقلّده الكثيرون من شمامسة وكهنة الكنسية
السريانية في العالم، بل اصبح في مقدمة
الاصوات التي قُلدت سابقاً مثل اصوات
المتنيّحين: البطريرك يعقوب الثالث، والمطران
افرام بولس، والاب حبيب توكمجي، والاب صليبا
صومي، والاب جليل ماعيلو.
-
كانت لي نظرة مختلفة عن نظرته في بعض الأمور
الإنشادية والموسيقية الكنسية. مثل تقطيع بعض
النصوص الكنسية وآداؤها خارج معانيها. وبنوع
النغمة الكنسية الخامسة "حميشويو" من كتاب كنز
الالحان التي كان يقول عنها أنها من مقام
العجم، بينما هي من جنس موسيقي يسمى اوج وهو
شبيه بالسيكاه وقريب جداً من اللامي. فالعجم
ليس من الالحان الثمانية في كنيستنا. ولأجل
المعرفة لا يوجد في كنسيتنا مقامات موسيقية
إنما نغمات كنسية وهناك اختلاف كبير بينهما،
فالمقامات تتكون من ثمان درجات موسيقية أما
النغمات الكنسية تتكون بمعظمها من اربع درجات
اكثر او اقل. وتختلف معها ايضاً بأجزاء الصوت
الموسيقي "كوما" وبالنكهة الخاصة وبسير العمل
ضمن هذه الدرجات القليلة، التي تشكل بالنهاية
الهوية السريانية لموسيقانا الكنسية المنبثقة
من العادات والتقاليد والموروثات التاريخية
للشعب السرياني.
ولعدم الخلط بالامور الموسيقية، لدينا اناشيد
كنسية نغماتها تتكون من جنسين موسيقيين او
اكثر مثل المقامات وهي "التخشفتات" التضرعات
التي كان الشماس سمعان بارعاً جداً في آدائها
على الطريقة الرهاوية. وايضاً يوجد مجموعة من
الاناشيد تسمى "فِردهِ" الافرادية وهذه لا
ينطبق عليها النظام اللحني الكنسي "إكاديس"
إنما مكمّلة له وهي موضوعة لمناسبات معينة.
وتتكون نغمات بعضها من جنس العجم وهذا لا يعني
مطلقاً بوجود العجم في النظام اللحني "إكاديس"
او هو واحد من النغمات الثمانية.
مشاركات
موسيقية
- في بداية الخمسينيات من القرن المنصرم، كان
هناك راهبان تلميذان في الدير عقدا صداقة معاً
وتعهدا على ان يبقيا على عهد الصداقة ثم
افترقا، وبعد فترة وجيزة وفي عام 1954 كتب
احدهما لصديقه رسالة تحوي قصيدة بالسريانية
جميلة جداً يصفه ويمدحه فيها. كبر الراهبان
واصبح كاتب القصيدة مطراناً لبيروت واسمه
المطران افرام بولس برصوم والآخر اصبح
بطريركاً على السريان عام 1980 باسم زكاي
الاول. وقرر البطريرك الجديد ان يقوم بزيارة
رسولية الى ابرشيات لبنان. فما كان من الملحن
الخوري بول ميخائيل الكاهن في كنيسة المصيطبة
بيروت التابعة للمطران افرام بولس، أن يلحن
القصيدة التي نظمها المطران حينما كان راهبا
عن صديقة الراهب زكا سنة 1954 لتنشد في حفل
استقبال صديقه البطريرك زكا. فبعد اكتمال لحن
الانشودة قام الخوري بول بتعليمها لابن عمه
المطرب الشماس سمعان زكريا ليغنيها في الحفل
المذكور. وفعلاً وفي احتفال ضخم ومهيب ضم جمع
غفير ومندوبين من كافة الطوائف اللبنانية
المسيحية والاسلامية وعلى رأسهم المطران
افرام، استُقبِل البطريرك زاكاي الاول في
ابرشية بيروت في اول زيارة رسولية له الى
لبنان عام 1981. وغنى المطرب الشماس زكريا
القصيدة (شوحنو دليبان مَن ماسي) وابدع في
غنائها وموالها الطربي، فسلم عليه بعدها كبير
المشايخ المسلمين الذين حضروا الاحتفال وقال
له: اسمعتنا فأطربتنا، واثنى كثيراً على صوت
زكريا.
ادخل زكريا بعض التعديلات الطفيفة على هذه
الاغنية لاحقاً وعلى الموال فاصبحت الانشودة
اجمل واطرب، وغناها بعدئذ بمناسبات كثيرة وكان
آخرها في التلفزيون السرياني في حفل تكريمه،
ثم سجلها بصوته ونشرها مع مجموعة من الصلوات.
وانتشرت هذه الانشودة بصوت سمعان زكريا وبدأت
تتردد على السنة الرهبان والكهنة في المناسبات
الدينية، ثم اصبحت كالنشيد الكنسي تتردد على
السنة طلاب الاكليركية في كل احتفال يقام هناك
لمدى اهميتها.
وهذا رابط للأنشودة على اليوتوب:
https://www.youtube.com/watch?v=CMBe1RCu9z0
-
قام سمعان زكريا بتلحين وغناء بعض الاشعار
السريانية للعلامة السرياني يوحنا ابن العبري
(توفي 1286)، وهذه كانت خطوة رائدة في هذا
المجال. اذ كان قد غنّى بعض الابيات من قصيدته
السريانية الفلسفية
ܚܟܡܬܐ
ܐܠܗܝܬܐ
"الحكمة الالهية" اثناء الاحتفال بالمهرجان
الذي اقيم في ستوكهولم عام 1986 بمناسبة مرور
700 سنة على رحيل العلامة السرياني ابن
العبري. وكذلك لحّن وغنى بعض المقاطع من
قصيدته الحب
ܚܘܒܐ
ܫܦܝܐ
في مناسبات سريانية ثقافية اخرى. وكان الرائد
الاول بين جميع المغنين السريان في عصرنا
الحالي ممن قام بهكذا محاولات اصيلة وجيدة
وهامة، اي بتلحين وغناء شيئاً من تراثنا
الشعري
السرياني القديم.
وكانت لي أنا أيضاً تجربة شخصية بهذا المجال التراثي، حيث
قمتُ بتلحين بعض المقاطع الشعرية من تراثنا
القديم، لشاعرنا العملاق مار يعقوب السروجي
(المتوفي 521م) مستقاة من قصيدته السريانية
المطولة في تقريظه ووصفه لمار افرام السرياني،
حيث قال عنه بانه اصبح "تاجاً على رأس الامة
الآرامية جمعاء". فتحولت قصيدة مار يعقوب
السروجي الشعرية الى انشودة غنائية عذبة
للغاية تليق بمقام الشاعرين المذكورين مار
يعقوب السروجي ومار أفرام النصيبيني. وكنتُ قد
قدمتُ الانشودة بشكل كورالي مع صولو إفرادي في
فضائية سريويو سات سنة 2008 فنالت
الاعجاب. وهذا رابط للانشود على اليوتوب:
https://www.youtube.com/watch?v=FlLzSfyCMys
-
ولأول مرة في تاريخ السريان كان قد اقيم
احتفال مهيب وضخم عن الشهداء السريان (سيفو)
في عام 1989 بقاعة ومسرح تينستا بستوكهولم
وبحضور جمهور كبير آنذاك من السريان ومن
السياسيين السريان وكهنة ممثلين عن الكنيسة
وشخصيات ممثلين عن كافة المؤسسات السريانية.
وتخلل الحفل إلقاء كلمات تذكّر بالمجازر التي
حصلت بحق الشعب السرياني في المشرق مع تنديدات
واستنكارات لها. وكان المطرب زكريا قد لحّن
بعض القصائد السريانية عن الشهداء السريان
للاديب الدكتور اسعد صوما اسعد التي ألّفها
خصيصاً للمناسبة، وغناها زكريا برهبة وخشوع
وابكى الكثيرين من الحضور. وكان الفنان
السرياني الاصيل الرسام كابي سارة قد رسم لوحة
ضخمة ابدع فيها بعرض المسرح كله، كمشاركة منه
في هذا الاحتفال والذكرى المؤلمة، كانت ترمز
الى شهدائنا الابرار تاريخياً والى مجازر سيفو
عام 1915 والى شهدائنا حاضراً. و شارك ايضاً
في هذا الاحتفال الفنان المرحوم جبراييل
(غازي) كارات في مجموعة نحاسية طرق عليها
عبارات سريانية خاصة بالشهداء وبالامة
السريانية وايضاً بمنحوتات ولوحات معبرة عن
المناسبة.
- شارك الشماس زكريا في مهرجانات واحتفالات
دينية متعددة وريستالات كنسية خاصة في السويد
مع جوقات كنسية مختلفة، كان اهمها: جوقة كنيسة
العذراء في منطقة تونبا ستوكهولم عام 1989
بقيادة الملفونو عيسى هوبيل الناشط في مجال
الكورالات في السويد. جوقة كنيسة مار بطرس في
هالونبارين ستوكهولم. جوقة كنيسة العذراء في
منطقة تينستا ستوكهولم. وكان له مشاركات كشماس
ومطرب في برامج تلفزيونية في
Suryoysat،
Suroyo tv
في بالسويد.
- في عام 2012 ولاجل خدماته واعماله الموسيقية
الكثيرة الكنسية والمدنية كانت المؤسسات
السريانية (برئاسة اتحاد الاندية السريانية
بالسويد وسوريويو سات) قد كرّمته كمطرب سرياني
قومي وكشماس اصيل في الكنيسة السريانية في
برنامج تلفزيوني ضخم في
Suryoysat
بمشاركة جوقة مار بطرس ستوكهولم مع بعض من
المغنيين السريان ومجموعة من الاصدقاء الذين
تكلموا عنه وعن اعماله باستفاضة واسعة.
-
كرّم قبل عدة سنوات بتقليده
وسام مار افرام
السرياني الكنسي من قبل المطران بنيامين آطاش
في كنيسة مار افرام بمدينة سودِرتاليه نتيجة
لخدماته الطويلة واعماله الموسيقية الكنسية.
- سيرة زكريا الانسانية سيرة عطرة وغنية
بالاعمال الموسيقية المدنية والكنسية، وغياب
صوته عن الساحة الغنائية خسارة كبرى للسريان،
وخسارة اكبر للكنيسة السريانية. لهذا نحث
المهتمين بالتراث الكنسي الموسيقي وخاصة
الكهنة والشمامسة ممن وهبهم الله الصوت الجميل
أن يعودوا الى تسجيلات زكريا المنشورة على
النيت ليتعلموا منها اصالة اللحن السرياني
وطريقة إنشاده، ليضيفوا عليها لاحقاً لتبقى
الالحان الكنسية السريانية الاصيلة متداولة كي
لا تنتسى وتضيع.
وهنا اقدم شكر خاص للصديق الفنان التشكيلي
كابي سارة الذي ساهم مساهمة كبيرة في نشر
بعضاً من اعمال الشماس سمعان زكريا الكنسية
على اليوتوب كمساهمة منه في حفظ ونشر التراث
الكنسي الموسيقي وعربون محبة منه للشماس
زكريا، وإنني أحثه على نشر المزيد منها لتبقى
مرجعاً للأجيال القادمة ولكل من يريد ان يتعلم
اسلوبه الكنسي.
كما اشكر ايضاً الشماس موريس ماروكي على
تصويره ونشره مقاطع فيديو لقداديس كثيرة على
اليوتوب للشماس زكريا، واشكره مرة ثانية
للاعمال الجليلة التي قام به خدمة للشماس
زكريا وهو في ايامه الاخيرة.
واخيراً
رحل الصوت الكنسي الذي كان يمجد الله في كل
حين
رحل مهندس الحان هيكل الرب في الكنسية
السريانية
رحل بافاروتي السريان
رحل ملك الموال السرياني
رحل الشماس سمعان زكريا.
رحل المطرب سمعان زكريا.
فليكن
ذكرك يا صديقي مؤبداً
نينوس اسعد ﺻﻮﻣﺎ |