عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

الثقافة والتراث الثقافي؟

الدكتور ابراهيم عبدي

   يدور في فلك لفظة " ثقافة" ولا شك، عناصر وعوامل عدّة متباينة تتفاعل بتناغم و انسجام معاً، لتعطي أفقاً أبعد و شمولية أوسع، لمعنى هذه الكلمة وفحواها. ولعل أبرز مدلول لها، هو أنها تعني وجوداً قومياً مترابطاً و متمسكا بجذوره التاريخية من خلال تراثه الثقافي. كما يمكن القول، أنها في عمق جوهرها ترابط قومي حضاري، قوامه التضحيات الجسام، التي استقرت و ترسّخت في المشاعر الوجدانية القومية، مقرونا بالعمل الدؤوب الذي تكلله المحبة الخالصة و دافع الحياة.

   ان هذا التراث الحضاري، خاضع بدوره، ولاشك، لسنّة التغيير و التطور من جيل الى آخر، يواكب مسيرتها الحياتية، و يسجّل مستوى طاقاتها الفكرية الابداعية و الانتاجية.

   ان الشعب الذي يملك خلفية رفيعة من هذا التراث الفكرى، لهوشعب قابل للحياة، ذو رؤى مستقبلية واضحة، لأن هذه الطاقة، بحدّ ذاتها، عامل ديناميكي حركي، يعكس عادات وتقاليد الشعوب في سعيها لحماية حقوقها، و بلوغ حياة أفضل مقرونة بالطمأنينة و الكرامة.

   التراث الثقافي، اذاً يشكّل مدماكا أوليا و أساساً قومياً رئيسياً في حياة الأمم والشعوب. و نحن كآراميين مخلصين لتراث الأجداد، علينا أن نعمل على حماية وصيانة هذا الإرث الغالي و الثمين، الذي توارثناه عن آبائنا و جدودنا عبر آلاف السنين، لأنه أمانة شريفة في ذممنا و أعناقنا.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها