عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

وفا الآرامي

مفكرّ لم يُبق منه التاريخ الاً اسمه ونسبته، هو وفا او وافا الآرامي الشاعر الفيلسوف.

 وان لم يرشدنا اسمه الى المزيد من المعرفة، فلقبه ( بالآرامي ) ينبئنا انه لم يتنصّر، فلم يُعرف (بالسرياني) كما عرف مًن دان بالمسيحية من الآراميين، ولا يفيدنا اكثير من ذلك . فيبقى العصر الذي عاش فيه مجهولاً، لفقرنا الى الادلة. كما واننا نفتقر الى آثار تحدًد مجرى تفكيره وجوهر فلسفته ، على انها تميل الى الرواقية، اذا صّح له هذا القول من الشعر:(أنا وفا الكريم المناسب الذي سرّى عن نفسه الهم وافرج كروبه، انه يسند قلبه مسرّحاً عنه الحزن والكآبة، ونزوات الغيظ والغموم التي تكسر قلوب  الناس. لان من كثر غيظه تضيّقته البلايا ابداً)

 قول استشهد به اللغوي الشهيرانطون التكريتي المعروف بالخطيب الفصيح ( المتوفي عام 850 م.)، لا في محاولة الفهم لفلسفته، بل في شرح لبعض الاوزان الشعرية. وان بقي شعره، وذكره حتى القرن التاسع، فمردّ ذلك لنظمه اكثر مما هو لمذهبه. فلأبحر الشعر اذن الفضل في الحفاظ على اسمه دون شخصيته. ومنه هذا البحر الخامس الذي ابتكر.

  " والبحر الخامس هو المؤلّف من اوزان سداسية وسباعية، تزيد احياناً وتنقص ، وهو لرجل يقال له "وفا" من فلاسفة الآراميين.ونظم الشعر، الذي عالجه هذا المغمور اسمه من اجيال عديدة، دليل على قدم هذه الصناعة عندنا... وهذا الشعر معمول على نمط الاغاني الحبية، التي تعوّد صاغة الللحون العربية وناظمو النشائد الغزلية للاعراس مزاولتها."

  هذا الوصف مما اورده انطون التكريتي في كتابه "معرفة الفصاحة" (الفصل العاشر من المقالة الخامسة)، فتوفّق اليه البطريرك العلامة أفرام برصوم وتفرّد باحياء ذكر وفا الفيلسوف.

وقد رأينا من الضروري الاشارة اليه، على امل العثور على ديوانه.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها