بيان من الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكـلـدان
في الذكرى الأربعين لمذبحة قرية صوريا الكلدانية
في 12 / 9 / 2009
تطل علينا هذه الأيام الذكرى الأربعون للمجزرة البشعـة التي اُرتكبت بحق
أبناء شعبنا الكلداني في قرية صوريا بتايخ 16 / 9 / 1969 م والتي أودَت
بحـياة العـشرات مِن الأطـفـال والـنـساء والشيـوخ والشبـاب الأبـرياء
دون ذنب أقـترفـوه أو جُـرم ٍ ارتكـبـوه .
تـُعَـدُّ مذبحة صوريا إحـدى أبشع الجـرائـم التي ارتـكـبـها النـظـام
البعـثي الـديكـتاتـوري المقبـور، وستـظـلُّ وصـمة َعـار ٍ وشَـنار في
سجـلِّ تاريخـه السيءِ الصّيـت . فهؤلاء الأبرياء من ابناء شعبنا
الكلداني الذين غدر بهم النظام لم يشهروا السلاح بوجهه ، بل كانوا
يزاولون حياتهم الأعتيادية حينما داهمتهم القوات العسكرية حيث جمعوا اهل
القرية الأبرياء في بستان ، ووقعوا بهم تنكيلاً وتقتيلا . لقد كانت تلك
المأساة التي اهتزت لها كوردستان من اقصاها الى أدناها وتناولها الصحف
ووسائل الأعلام الخارجية في وقتها على انها مجزرة جماعية ترتكب بحق الناس
العزل الأبرياء .
كان انفجار لغم أرضي بالقرب من صوريا تحت أحدى السيارات التابعة للجيش
العراقي المتوجهة نحو معسكر بالقرب من فيشخابور هو السبب في تلك المجزرة
، فماذا كان ذنب هؤلاء الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ لترتكب تلك
المجزرة بحقهم ؟ أجل ان شعبنا الكلداني قد قدم على ارض العراق قوافل من
الشهداء في تاريخ العراق الحديث إن كان بالدفاع عن حياض الوطن العراقي او
بمقاومة الأنظمة الرجعية والدكتاتورية او بانخراط ابنائه في صفوف الثورة
الكردية . وكان شهداء صوريا في 16 /9 / 1969 هم كوكبة ساطعة في تاريخ
شعبنا الكلداني على تربة وطنه العراقي .
فقرية صوريا الشهيدة ، بآلام أبنائـها ومُـعـاناتـِهم لا زالـت ارضُها
الطاهرة الملـطـخـة بـدماء شهـدائـها الـزكـية شاهـدة ً على تلك
الفِـعـلـة الإجـرامية ، غـَيـرَ قـادرةٍ على النسيان ، ولكـنَّـها
وبالـرغـم مِن عُـمـق جُـرح شعـبـها ، فإن آمـالـه لـم تـنقـطـع باتـجاه
الـوصول نحو غدٍ مُشرق ٍ يليـق بمكانـته وعراقــة جـذوره.
إنها جـُرحُ ضميـر ٍ يـنـزفُ وارض ٍ تَـئـنُّ و سماءٍ تـَصرخ ُ
.
وإن كانـت هذه المجزرة مَنسيـَّـة ً لسنيـن ، لا ذِكـرى لـها ولا
عِـنـوان ، فإنَّ أصـداءَ أصـوات أبـناءِ أمـة الكـلـدان سـتـَرنُّ في
كُـلِّ مـكان ، مُـعـلـنـة ً بأنَّ الدماء الزكية في جوف الارض لـن
تـَغـشاها العـتمة بعـد الآن ولـن يـَـنال مِـنها النسيان ، وإنَّ قصص
شهداءِ الشعـب الكـلـداني في ارض النهـرين ستـبقى شاهـداً على عراقـة هذا
الشعب و حـبـِّه لأرضـِه ، و يستـمـِرُّ نضالـُه من أجل الحـريـة و
العيش الكريم ، و ستــُنـمـّي الثرى بـذور الذكرى في روح كل كلدانيٍ
غـيـور يـنـبـض قـلبه بالحب للوطن و الوفاء لشعـبه
.
و بالرغم مما عاناه الشعب الكلداني الأصيل و المسالم في وطـنه وأرض
أجـداده من تهميش و قـتـل و تهجـير خلال العهـود السابـقة وحتـى العـهـد
الراهـن اليوم ، و بالرغم من بـزوغ فجـر جـديـد على عراقـنا الحبيب ، لا
تزال هناك بعض الجهات المشبعة بالحقـد و الكراهية ، و التي تسيـطـر عليها
الأفـكار الشوفـيـنـية ، تعـمل جاهـدة ً و بكل امكانـياتها على تشويه
تاريـخ هذا الشعـب العريـق والغاء وجـوده في وثائـق الـدولة الرسمية
بهـدف السيـطـرة على مقـدرات ابـنائه ، دون رادع ٍ أخـلاقي و دون وضـع أي
إعـتبار للجانـب الإنساني و الديني
والتاريخي .
لنجعل من هذه الذكرى مَعلَـماً في مسيرة تاريخـنا الكلداني العريق و
عـبرة ً مُـلـهِـمة لـنـواصـل نضالـَنا لـتَـحـقـيـق تـَطــَلـُّعاتـنا
وآمالنا المستـقـبلـية في غـدٍ مشرف لنا و لأجـيالـنا الـقادمة ، ولـنـرى
فـيـها حـافـزاً يجمعنا معاً في نضالنا السلمي و الحضاري من أجـل نيـل
كافة حقوقـنا القـومية والـوطـنيـة المشروعة في وطـنـنا التي كانت أرضـه
مَـثـوى آبائنا و أجدادنا.
لـتـنعم ارواحُ شهداءِ صوريا وكُـلِّ شهداءِ امتـنا الكـلدانـية بالنعـيم
في ملكـوت السماء ، بـرفـقـة ِ الملائكة و القديسين ، وسيـبـقى شهداؤنا
خالديـن في ضمائر أبناء الأمة أبـد الدهر.
International Union of Chaldean Writers
IUCW
الهيئة التنفيذية
الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكـلـدان |