المؤتمر
السرياني العالمي السادس
ومؤتمر مار أفرام في الذكرى المئوية السابعة عشر لولادته
Sixth International Syriac Conference
And
17th
Birth Centenary of Mar Ephrem
8 – 16
September 2006
عُقد المؤتمر العالمي السادس للحضارة السريانية ومؤتمر الذكرى المئوية
السابعة عشر لولادة مار افرام،
في مدينة كوطيم من ولاية كيرالا في جنوب الهند وذلك بتاريخ الثامن من
ايلول واستمر لغاية 16 ايلول 2006.
وقمنا في موقعنا "السرياني الحر
Free Suryoyo"
بالاتصال بالدكتور اسعد صوما اسعد من استوكهولم والذي شارك في المؤتمر
المذكور ليزودنا ببعض المعلومات لنشرها هنا، فلبى طلبنا مشكوراً. وقد
أجرينا معه المقابلة التالية.
سؤال: ممكن تعرفنا عن المؤتمر السرياني المذكور؟
جواب: بالطبع. لكن اود في البداية ان اشكركم وموقعم الالكتروني لتغطية
الاحداث الهامة التي تهم شعبنا، ولاتصالكم فينا لاخذ معلومات عن المؤتمر.
بالنسبة للمؤتمر فقد كان ناجحاً جداً، اذ شارك فيه معظم العلماء
والباحثين المتخصصين بتاريخ السريان ولغتهم وحضارتهم. ولقد وفد الباحثون
المشاركون من مختلف الجامعات في الدول الاوروبية واميركا واستراليا
واليابان ولبنان. وقدم الباحثون المشاركون ابحاثهم الجديدة حول المواضيع
المتخصصين بها في الحضارة السريانية فأضاء كل واحد ببحثه الموضوع الذي
طرقه. وقد خصصت ايام المؤتمر الاولى لتقديم الدراسات عن مار افرام كون
هذه السنة 2006 هي سنة مار افرام لمرور 1700 سنة على ولادته.
هذا هو المؤتمر العلمي السادس الذي يعقد في الهند، حيث يُعقد مرة كل اربع
سنوات ولقد شاركنا في معظمها. عقد المؤتمر مساء الجمعة في الثامن من
ايلول 2006 واستغرق اسبوعا كاملا وقُدمت فيه حوالي ثمانين محاضرة علمية.
كانت حفلة الافتتاح وجميع المحاضرات في قاعة المحاضرات في معد مار افرام
للدراسات السريانية في مدينة كوطيم. أفتتح الحفل قداسة المفريان باسليوس
مار توما ديديموس الاول، وتبعه الدكتور جانسي جيمس نائب رئيس جامعة
المهاتما غاندي. وقدم المحاضرة الافتتاحية الاولى الدكتور سباستيان بروك
من جامعة اوكسفورد بعنوان " مار افرام لاجيال اليوم". ولا يخفى على احد
من هو سبستيان بروك، وهو الباحث العملاق الذي اغنى المكتبة العلمية
بمؤلفاته القيمة عن الحضارة السريانية. وقد ناهزت دراساته العلمية
المئات. وقد أُطلق على سبستيان بروك لقب "بطريرك الدراسات السريانية"
كتقدير له في هذه المجال. وهو يستحق هذا اللقب عن جدارة.
سؤال: كم كان عدد العلماء المشاركين في المؤتمر؟
جواب: كان العدد العلماء المشاركين يناهز المئة باحث وباحثة، نصفهم من
الضيوف والباقي من علماء الهند المتخصصين بالحضارة السريانية. وكان عدد
النساء العالمات المشاركات هذه المرة كبيراً وملفتا للنظر. وقدم في كل
يوم بين 12- 15 محاضرة مع وقت لمناقشتها.
سؤال: كيفة كانت مشاركة السريان بالمؤتمر؟
جواب: بالحقيقة ان معظم السريان على غير دراية بهذه المؤتمرات العلمية عن
حضارتهم، كما ان هذه المؤتمرات العلمية لا تهمها الدعاية لانها موجة من
والى العلماء. لكن لربما تعتبرها مقصرة جدا في مجال الدعاية والاعلان
ونشر الاخبار بين صفوف الطوائف السريانية المختلفة لتُسمعها عن هذه
المؤتمرات، وليتولد لديها اهتمام في تاريخها وحضارتها . ولما كان هذه
المؤتمر علميا بحتا فان كل العلماء المتخصصين في تاريخ السريان ولغتهم
وحضارتهم يعلمون عن هذا المؤتمر وعن غيره من المؤتمرات المشابهة. للاسف
ان عدد السريان المشتغلين بهذا الاختصاص قليل جدا جدا وهو بعدد اصابع
اليدين. لكن المفرح في الموضوع بان هناك عدد أكبر من السريان المشجعين
والذين يعشقون تراثهم فيحضرون احيانا هذه المؤتمرات كمستمعين محبة منهم
لتراث اجدادهم وتقديرا لدور العلماء الذين يشتغلون على هذا التراث
السرياني العظيم. اذ ان عدد السريان الذين قدموا ابحاث في المؤتمر كان
ستة يتوزعون على الطوائف التالية: ثلاثة من السريان الموارنة، اثنين من
السريان الارثوذوكس، واثنين من السريان الكاثوليك. ولم يكن هناك اي علماء
مشاركين او اشخاص مستمعين من السريان المشارقة اي من طائفة الكلدان
وطائفة الاشوريين. فعلى سبيل المثال اننا التقينا في المؤتمر بعائلتين
سريانيتين مباركتين قدمتا من كندا الى الهند وذلك محبة منها لتراث
الاجداد وتقديرا لدور العلماء، ولا غرو ان نذكر اسماء هاتين العائلتين
لتكونا قدوة لغيرها في هذا المجال وهما: الاستاذ الشماس البرت ترزي
وزوجته من كندا (وهو شقيق الاب العامل العالم جوزف ترزي في اميركا)،
والاستاذ الدكتور (دكتور متقاعد في الهندسة) خالد دنو وزوجته وابنته،
فكانت فرصة ثمينة لنا للتعرف عليهما وعلى غيرتهما السريانية على تراث
الاجداد. كما ان الدكتور دنو والاستاذ ترزي هما من اعضاء الجمعية الكندية
للدراسات السريانية في تورنتو. والدكتور دنو انتسب حديثا لجامعة تورونتو
لتعلم السريانية على يد صديقنا البروفسور امير حراق. ولقد اخبرنا بانه
مهتم في تجمييع كتابات الملفونو نعمة الله دنو (وهو شقيق جده) لاصدار
كتاب عن حياة هذا العالم السرياني الموصللي الجليل الذي كان ناشطا في
بداية قرن العشرين، ووعدناه بالمساعدة في مشروعه الثقافي. كما حضر جانبا
من المؤتمر الراهب الورع ايليو من هولندا برفقة ابنة شقيقه المحامية هناك
فبرونيا عتو.
سؤال: من قام بهذا المؤتمر؟
جواب: يوجد في مدينة كوطيم في جنوب الهند معهد علمي اسمه " معهد مار
أفرام للابحاث المسكونية"
St. Ephrem Ecumenical Research
Institute،
وهو فرع من جامعة المهاتما غاندي في جنوب الهند. وهذا المعهد يمنح شهادات
الماجستير والدكتورا في اللغة السريانية وتراث الاباء، وله مطبوعات عديدة
في مجالات الحصارة السريانية. ان هذه المعهد هو الذي يحضر ويعد هذا
المؤتمر ويدعو اليه العلماء من مختلف انحاء العالم. ويرأسه الاب الغيور
الدكتور يعقوب ثكبرامبيل من الكنيسة السريانية الكاثوليكية، اذ له علاقات
مباشرة مع معظع علماء اللغة والحضارة السريانية في العالم.
سؤال: كيف وجدتم الهند؟
جواب: هذه كانت المرة الثالثة التي ازور فيها الهند للمشاركة بالمؤتمرات
السريانية العالمية، اذ كانت زيارتي الاولى قبل حوالي عشرين عاماً. الهند
بلد جميل وشعبه طيب للغاية، والديمقراطية فيه ممتازة، وكما يقال ان الهند
اكبر ديمقراطية في العالم، اذا يبلغ عدد الهنود حوالي المليار نسمة. كما
ان الهند يضم العديد من اللغات والاديان والثقافات، وهو بلد التعايش
الحقيقي لكل هذه الاديان والثقافات المتناغمة. يوجد في الهند حوالي 15
مليون سرياني موزعين على مختلف الطوائف الكاثوليكية والارثوذوكسية
والانجيلية. غالبيتهم تعيش في ولاية كيرالا في جنوب الهند، ويسمون انفسهم
" بالهنود السريان". والكثير منهم يستعمل اللغة السريانية في الطقوس
الكنسية، لكنهم يتحدثون بلغتهم الوطنية والتي تسمى "مليالم" (وهي لغة
كيرالا، وهي غير اللغة الهندية). واغلب سريان الهند من اصحاب الثقافة
العالية ويعيشون في بحبوحة مالية. وانت تسير في شوارع كوطيم تستلفتك
اسماء محلات مثل "المتجر السرياني" و "البنك السرياني"، الخ. لكن المتعب
في الهند هو الامطار الموسمية الغزيرة التي صادفت كل ايام المؤتمر عن غير
ميعادها. كما ان طريق السفر من هنا الى الهند متعب جدا اذ استغرق طريقي
يوما ونصف لغاية وصولي الى مدينة كوطايم في الجنوب، ونفس الشيء طريق
العودة.
سؤال: لماذا يسمى مسيحيو الهند بالسريان؟
جواب: ينص التقليد السرياني على ان جالية سريانية مكونة من حوالي 400 شخص
هاجرت في القرن الرابع من مدينة الرها (اورفا) السريانية الى الهند
واستقرت في الجنوب بسبب الاضهاد الفارسي حينها. وهؤلاء السريان اخذوا
معهم اسمهم السرياني ولغتهم السريانية الى الهند ونشروهما بين المسيحيين
هناك. فتسمت الكنيسة هناك بالسريانية الى اليوم ولا زالت تستعمل اللغة
السريانية في طقوسها. ثم لحقتها على الاقل موجتين سريانيتن اخريين من
العراق هربا من الاضهادات الدينية والقومية بعد احتلال العرب المسلمين
لمنطقة الشرق الاوسط. ويصر التقليد المتداول على ان ابناء هؤلاء السريان
لا زالوا محافظين على انفسهم ولم يمتزجوا بالهنود المسيحيين بالمصاهرة.
ويسمى اليوم احفاد هؤلاء "بالسريان الكنعانيين" نسبة الى توما الكنعاني
قائد الجماعة السريانية الاولى التي هاجرت من الرها. والسريان الكنعانيون
الهنود منقسمون اليوم بين الكنيسة الاورثوذوكسية والكاثوليكية، اما
الاورثوذكس منهم فيشكلون ابرشية لوحدهم تحت ادارة مطران منهم وعليهم.
وروى لنا الاب جوزف كولاثرامانيا الهندي السرياني الكنعاني بان الكناعنة
لا زالوا لغاية اليوم لا يزوجون ولا يتزوجون مع المسيحيين السريان
الاخرين.
سؤال: ماذا من جديد في المؤتمر السرياني المذكور؟
جواب: لقد استغرق المؤتمر اسبوعا كاملاً. وكل الدراسات والمواضيع الي
قدمت في المؤتمر هي جديدة في حقلها العلمي. وهذه الموضوعات تغني المكتبة
السريانية بالدراسات حول الحضارة الارامية المسيحية بجوانبها التاريخية،
واللغوية، والكنسية واللاهوتية، والادبية، الخ. وهي مادة علمية صحيحة
لقراءتها ودراستها والاستفادة منها ما. نتمنى من الاخوة السريان
الاستفادة منها.
سؤال: ماذا ينفعنا هذا المؤتمر على النطاق القومي؟
جواب: يسمى العلم الذي يدرس تاريخ السريان ولغتهم حضارتهم ب "سيرولوجيا"
Syrology،
ويسمى العلماء المتخصصين بهذا المجال
Syrologists.
ويجتمع هؤلاء العلماء بمؤتمرات خاصة بهم ليدرسوا مختلف جوانب حضارة
السريان. هناك مؤتمرات علمية حول السريان وتاريخهم ولغتهم وحضارتهم تعقد
في الجامعات الاوروبية منذ ثلاثين سنة. وتقدم في هذه المؤتمرات ابحاث
علمية تضم معلومات جديدة عن كل ما يتعلق بالسريان، ثم تطبع هذه البحوث
لتكون في متناول يد الجميع للاستفادة منها. ولما كانت هذه الدراسات
العلمية تكشف عن تاريخ السريان بشكل علمي فانها تفيد في تحديد الانتماء
التاريخي والقومي الصحيح لدى السريان، وهذا الموضع يعتبر بديهية لدى
العلماء المتخصصين
Syrologists
لانه هناك اجماع عام بينهم على ان السريان ينحدرون من الاراميين. وهؤلاء
يملكون بيدهم جواب كل موضوع متعلق بالسريان. للاسف ان معظم السريان لا
يطلعون على الدراسات العلمية العظيمة الكثيرة حول تاريخهم ولغتهم وادابهم
لذلك يقع البعض منهم في ازمات من الجهل حول هويتهم السريانية الارامية
المبنية على العلم والحقيقة. ان جميع العلماء المتخصصين بتاريخ السريان
وحضارتهم درسوا هذا الموضوع منذ زمن واجمعوا على ان هوية الغالبية العظمى
للمسيحيين المشرقيين (السريان، والموارنة، والروم، والاشوريين,
والكلدان)، هي السريانية الارامية، حتى وان كان البعض منهم لا يسمي اليوم
نفسه باسم السريان، الا اننا نحن العلماء لا نسميهم الا باسمهم الصحيح اي
"السريان" أو " الاراميين المسيحيين"، لان اجدادهم كانوا يسمون انفسهم
بهذا الاسم، وهذا واضح في مؤلفات اجدادهم القديمة. ان كل فكرة لا تقوم
بالاعتماد على العلم ستسقط من تلقاء نفسها. وكذلك اي فكرة قومية غير
مبنية على اسس علمية فلن تنجح، وخاصة ان كانت مبنية على اسس تتناقض مع
ابحاث العلماء المتخصين ودراساتهم بهذا الموضوع.
وشكراً
شكراً جزيلاً لك ملفونو أسعد على هذه المعلومات القيمة حول المؤتمر
واللغة السريانية. نتمنى لك وللمشاركين في هكذا مؤتمرات وأبحاث التوفيق
واﻷستمرار في الدراسات من أجل كشف حقائق جديدة عن تاريخنا وتاريخ
أجدادنا.
Sixth International Syriac Conference
Joseph Dergam, father Abdo Badwi, father Gabi Abu samra and Dr. Asaad
Sawma. |