عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

English

التنظيم الآرامي الديمقراطي اللبناني

الرئيس طوني نيـسي


كفى!

بيروت في 15-3-2008

المزيد والمزيد من الإرهاب والخطف والقتل بإسم الله و القرآن هذا ما يدعيه على الأقل مرتكبو هذه الجرائم... آه عفوًا عفوًا! إنهم في حرب مقدسة مع الإمبريالية والغطرسة الغربية الداعمة للعدو الصهيوني... لذا وأمام عجزهم التام عن مواجهته والتغلب عليه وبما أنهم جبناء، يختبئون ولا يقوون إلا على مهاجمة الناس العزل والأبرياء.

أيها الخبثاء الجبناء يا من انتم عار على دينكُم أولاً ثم على الجنس البشري لا بل عار على كل ما هو حي، عار على كل ما كون على يد الله، أنتم يا سلالة الشيطان أخرجوا من مخابئكم وواجهوا إذا كنتم رجالاً، كفّوا عن الإنتقام من الضعفاء والأبرياء.

إعلموا أن حججكم الواهية لا تنطلي علينا. ليست الغطرسة الغربية الداعمة للعدو الصهيوني عدوكم كما تدعون. عدوكم هو الآخر، كل آخر لا ينتمي إليكم, لا يفكر مثلكم، لا يتكلّم مثلكم، لا يصلّي مثلكم ولا يؤمن بما تؤمنون. تدعون أنّكم تحاربون العنصرية الصهيونية وأنتم تفوقتم عليها وحشية وتطرفًا يا أشرس العنصريين وأشدهم لؤمًا فما ضاهاكم سوى ربكم الذي تعبدون. فما تسمّونه إلهًا وباسمه تطغون، وتخطفون وتقتلون بلا رحمة ليس سوى إبليس، فكفاكم كفرًا باسم الإله القدوس منبع المحبة والرحمة التي ما عرفتموها يومًا ومبدع الجنس البشري الذي ما انتميتم إليه قط.

منذ أجيال ونحن نعاني منكم، منذ إجيال والحضارة تعاني منكم. تدعون أن الأرض أرضكم ونحن فيها ولدنا قبلكم لكننا نؤمن أن الأرض لكل إنسان بحاجة إليها فما أوصدنا بابنا يومًا بوجه إنسان قرعه. منذ أجيال وأنتم تحاولون اقتلاعنا من جذورنا وتجريدنا من هويتنا ولغتنا وحضارتنا وأرضنا فيما نحن فتحنا لكم القلوب والأبواب رغم أنكم جئتونا غزاة. فشاركناكم كل شيء وفتحنا لكم كنوز الحضارة والعلوم والثقافة وعندما انحطت لغتكم أنهضناها لكم. أما أنتم فما زلتم منذ أجيال تغرسون خناجر حقدكم وتغطرسكم في صدورنا فيما نمد لكم أيادي الأخوة والصداقة. وسنستمر بمواجهة حدّ سيوفكم ونصول حرابكم المسمومة بصدورنا وقلوبنا التي تأبى النبض سوى بالمحبة والغفران لأننا آمنا بالآب والإبن والروح القدس الإله الواحد الحق الذي هو شراكة ومحبة ورحمة.

كفاكم غِيًّا وطغيانا، كفاكم شرًا وإجراما. إلا استيقظوا وأفيقوا من سكرة حقدكم الأعمى. فكّروا: ماذا صنع لكم الأبرياء؟! بماذا أذوكم؟! بأي حق تهجروننا من أرضنا ووطننا؟! بأي حق تفجّرون كنائسنا وأديرتنا؟! بأي حقًّ تخطفوننا وتقتلوننا؟! بأي حقّ تخطفون وتقتلون كهنتنا وأساقفتنا؟! نعم بأي حقّ؟! أبحق الإسلام؟! أي إسلامٍ هذا إسلامكم، أي دين هذا دينكم؟!... هل هذا هو حقًا الإسلام؟؟؟... إن أعمق ما أتمناه وما يتمناه كل مسيحي لا بل كل إنسان إلا تكونوا أنتم الصورة الحقيقية للإسلام. ولكن كيف لنا أن نعرف؟ أين هي المرجعيات الإسلامية الكبرى لا تفضحكم لا بل لا تلعنكم فأنتم أخبث وأشر ما حلّ بالإسلام والأمة الإسلامية...

إن المرجعيات الدينية الإسلامية الكبيرة كلها سنية كانت أم شيعية هي مطالبة بالخروج عن صمتها وإصدار فتوى واضحة وملزمة لكل مسلم ومسلمة، تدين الممارسات الإرهابية وكل تصرف عنفي بإسم الله والدين وتكفّر كل من يسلك هذا المسلك المشين وتعلنه خارجًا عن الدين الإسلامي وإلا فالصمت هو علامة الرضى وإذا كان الرضى عن هذه الصورة للإسلام فليعذرونا إذا قلنا لهم بأن دينًا كهذا ليس له مكانًا بين البشر. لا نريد أصواتًا تتعالى من هنا وهناك تدين تارة وتشجب وتستنكر تارة أخرى بل من حقنا من حق كل بريء خُطف أو قُتل أو هُجِّر من أرض هي له حقًا وأصلاً، أن يعلو صوت المرجعيات الإسلامية الرسمية وذات الصفة التمثيلية التي لا غبار عليها، من حقنا عليكم بوصفنا بشر نتشارك وأياكم العالم نفسه أن تثبتوا لنا أن الإسلام حقًا بريء من هذه الممارسات والإرتكابات، هذه الجرائم الفظيعة ضد الجنس والطبيعة البشرية والتي لا تبررها أية جرائم أخرى. لا لا يكفي ما قيل وعُمِل حتى الآن... إن من واجبكم تجاه الحضارة البشرية إذا أردتم الإنتماء إليها أن تتخذوا موقفًا رسميًا على أعلى المستويات. أو نسيتم ما قلتموه وما فعلتموه لمجرد أنّكم لم تحسنوا قراءة نصٍ لقداسة البابا. ما كان أسرع مرجعياتكم إلى الشجب لا بل مطالبة قداسته بالإعتذار وعن ماذا؟ عما لم تعرفوا قراءته. تشوهون أقوال الحبر الأعظم وتطالبونه بالإعتذار عما شوهتموه أنتم ولكنكم لا تحفلون بالإعتذار عما يرتكبه أبناء لدينكم من فواحش الإجرام. آه بلى بلى تستنكرون... بالله عليكم لا أعرف ما يجب علي فعله... أيجدر بي أن أبكي أم أضحك؟!...

إعلموا هذا جيدًا. إن صورة الإسلام اليوم هي لسوداء سوداء بما لا يقاس. إن هؤلاء الوحوش الإرهابيون يعلنون إنتماءهم إلى قرآنكم. فإن كان قرآنكم كريمًا كما تؤمنون أما وجب عليكم الدفاع عن كرامته ضد من يمتهنونها بما يرتكبون باسمه من جرائم؟

لا تتوقعون منا نحن المسيحيون أن ندافع عنكم وعن قرآنكم فنحن لا نعرفه كما أنتم تفعلون. فإذا كانت أفعال هؤلاء المجرمون لا تمت إليكم وإلى إيمانكم بصلة فما بالكم لا تعلنون الجهاد ضدهم فلا أحد مثلهم اليوم يشوه صورتكم وصورة نبيكم وإلهكم وقرآنكم. تعلنون كفرة بضع رسامين ينشرون رسومًا مهينة للنبي... أو لا تعلمون أن إخوة لكم في الدين يشوهون صورته أكثر بما لا يقاس من هؤلاء الرسامين؟!

نعم لا نريد ولا نكتفي بشجب وأستنكار. نحن وكل إنسان يؤمن بكرامة الإنسان والحياة البشرية نطالبكم بموقف حازم. نعم هذا واجبكم ليس تجاه الحضارة البشرية وحسب بل واجبكم كمؤتمنين على حقيقة الديانة الإسلامية وحرّاسًا لها. عليكم احترامًا لقدسية إيمانكم أن تصدروا فتوى ملزمة لكل مسلمٍ ومسلمة في العالم أن يرفض التعامل مع أي من هؤلاء المتطرفين والإرهابيين. فتوى تطلب من كل الأمة الإسلامية أن تعلن الجهاد على هؤلاء المتطرفين الإرهابيين. من واجب كل مسلمٍ ومسلمة أن يقاوموهم ويشوا بهم ويسلموهم إلى السلطات المختصة دفاعًا أولاً عن قدسية إيمانهم ودفاعًا عن الحياة البشرية...

إما إذا لم تفعلوا هذا فلا تلوموننا إذا شككنا بحقيقة خروج هؤلاء المجرمين عن الإسلام. واعذرونا عندما نقول لكم لا نريد بعد الآن أن تعيشوا معنا إذا لم تملكوا الشجاعة لكي تنبذوا هذه الأعمال وتقتصوا منها... إذا أردتم الدفاع عن إيمانكم ومعتقدكم فاقتصوا إذًا من المشوهين الحقيقيين له. وإلا فالإله الحق والبشر والتاريخ والحضارة لن يرحموا من يسكت عن هكذا إعمال أو يشجعها ولو بشكل غير مباشر بالتخاذل عن محاربتها...

مراسـل
التنظيم الآرامي الديمقراطي في لبنان – أ.ج.م

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها